طائرة مطلية بالذهب تنقل سرا إسرائليين عالقين بالمغرب بسبب كورونا إلى تل أبيب


قصة الطائرة المطلية بالذهب التي نقلت سرا إسرائليين عالقين بالمغرب بسبب كورونا إلى تل أبيب



تناقلت مواقع عربية من بينها موقع الجزيرة الإخبارية، و موقع RTL التركي العربي، و موقع جريدة القدس العربي، نقلا عن موقع الأيام 24 المغربي نقلا عن قناة 12 الإسرائلية خبرا مفاده أن طائرة إماراتية فاخرة مطلية بالذهب نقلت من خلال عملية سرية، إسرائليين علقو بالمغرب بسبب جائحة كورونا.

تفاصيل الرحلة السرية

حلت مجموعة إسرائيلية مكونة من 36 شخص في زيارة إلى المغرب قبل إعلان الحجر الصحي مباشرة، و فجأة أغلق المغرب أجوائه و تم إلغاء جميع الرحلات الجويىة في إطار تطويق إنتشار فيروس كورونا المستجد. و نظرا لإنقطاع العلاقات المغربية الإسرائيلية بدأ البحث عن وسطاء لإرجاع الإسرائليين إلى تل أبيب الذين بدأوا يعانون من مشاكل ولم يخططوا للبقاء في المغرب لفترة طويلة. بحسب هذه المواقع، اتصلت سلطات الاحتلال سرًا بالإمارات طلبا للمساعدة، مشيرةً إلى أن الإمارات وافقت على الامتثال لطلب (الإسرائيليين) وأرسلت لجلبهم طائرة ملكية تمتاز بطلاء ذهبي ومقاعد فاخرة ومرحاض خاص، وهي تتبع لأحد الأمراء في الإمارات العربية المتحدة. و أضافت أن الإمارات حاولت التكتم على العملية، و طلبت من (الإسرائيليين) عدم تصوير الطائرة الفاخرة، لكنها فشلت في ذلك حيث إن أحد الأشخاص اليهود المغاربة الذين كانوا على متن الطائرة سرب الخبر بعد أسبوعين من العملية من خلال فيديو وثق للحدث، عرضته القناة الإسرائلية 12 و أكدت صحة العملية، مما أثار غضب السلطات في الإمارات بشكل كبير.

حقيقة العملية السرية

بحسب البحث الذي قمت به فإن الطائرة ليست إمارتية، و أن عملية إجلاء الإسرائليين من المغرب صحيحة، وكانت بعلم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي استخدم القنوات الدبلوماسية للحصول على تصاريح مناسبة لتنفيذ المهمة، وهي عودة الإسرائيليين إلى تل أبيب، بعد أن لجأ أحد العالقين إلى الإتصال بنائب عن «الليكود»، فوعد بمساعدتهم، و اخبر نتنياهو، فلجأ هذا الأخير إلى الإمارات طالبا وساطتها لإخراج الإسرائليين من المغرب، فوافقت الإمارات و حاولت إخراجهم مباشرة بعد فرض الحجر الصحي في المغرب، بعد موافقة الحكومة المغربية في البداية على مهمة الإخلاء التي كانت ستتكفل بها دولة الإمارات، وتضمنت الخطة الأولية تعاونا بين إسرائيل والإمارات، التي كان لديها أيضا مجموعة من المواطنين المحاصرين في المغرب، إلاّ أن حكومة العثماني أوقفت العملية بسبب أنه لم تتم استشارت المغرب بشكل مباشر.


و هو ما أثار غضب الإمارات التي حركت الذباب الإليكتروني لمهاجمة المغرب، و شنت هجمات منظمة ضد الحكومة المغربية ورئيسها سعد الدين العثماني، متهمين إياه بأنه “لم يواجه جائحة كورونا، التي انتشرت في البلاد انتشار النار في الهشيم”، و اتهموا حكومة العثماني بالفشل في تلبية احتياجات المواطنين وسط تفشي الوباء، مضيفة أن المملكة على شفا “المجاعة”، و رد المغاربة بإطلاق وسماً (هاشتاغ) على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “شكرا العثماني”، تصدر قائمة الوسوم في المملكة، دفاعا عن أداء الحكومة في مواجهة الوباء. وكان من المتوقع أن تتم عملية إرجاع الإسرائليين مباشرة بعد فرض الحجر الصحي في المغرب، بعد موافقة الحكومة المغربية في البداية على مهمة الإخلاء التي كانت ستتكفل بها دولة الإمارات إلاّ أن حكومة العثماني أوقفت العملية بسبب أنه لم تتم استشارتها بشكل مباشر، و تأخرت العملية أكثر من شهر.

و بعد فشل محاولة الإمارات، تم طلب المساعدة من الملياردير اليهودي الأميركي، شلدون أديسون، أحد ممولي الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، والمقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويصدر له جريدة يومية مجانية تخسر في الشهر 6.5 مليون دولار (صحيفة «يسرائيل هيوم»)، فوضع تحت تصرفهم طائرته الخاصة، وتدخلت أوساط فرنسية أيضًا. كما تمكن جميع الأطراف من إبقاء هذه القضية طي الكتمان إلى أن وافقت السلطات المغربية على إخراجهم يوم الأربعاء 13 مايو، بشرط ألا يسافروا مباشرة لإسرائيل حتى لا يتهم المغرب بالتطبيع، فسافروا باتجاه فرنسا، ومن هناك أقلتهم طائرة أديسون الخاصة إلى تل أبيب. و هو ما أظهرته لافثات الشكر التي رفعها الإسرائليين مكتوب فيها "شكر خاص لملك المغرب محمد السادس" و  شكر للملياردير الأمريكي اليهودي أدلسون.



و ذكرت جريدة الشرق الأوسط: 

"بحسب إيلان حاتوئيل، وهو يهودي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والمغربية، فإن الحديث يجري عن مجموعة من رجال الأعمال اليهود والعرب من إسرائيل والقدس الشرقية، الذين وصلوا إلى المغرب في إطار عملهم وأشغالهم، فداهمهم فيروس «كورونا» المستجد، وقررت الحكومة المغربية إغلاق البلاد ووقف الطيران منها وإليها. وقد حاولوا التواصل مع وزارة الخارجية الإسرائيلية وجهات يهودية عالمية مختلفة؛ لكن الحكومة المغربية رفضت السماح لهم بالطيران، مثلهم مثل جميع زوار البلاد وسياحها. وقد تدبر هؤلاء أمورهم من حيث السكن والمعيشة، بفضل شركائهم ومعاونيهم المغاربة: «الذين لا تكفي كلمات الشكر في القاموس لإعطائهم حق قدرهم» كما يقول حاتوئيل، ويضيف: «فقد أكرمونا وأحاطونا بالدفء، وقدموا كل ما في مقدورهم لمساعدتنا، ولكننا كنا بحاجة للعودة إلى عائلاتنا في إسرائيل». 

اليهود أول من أدخل فيروس كورونا إلى المغرب

و بحسب ما ذكره موقع “إسرائيل نوتيثياس” الناطق بالإسبانية، و صحيفة جيروزاليم بوست ، كانت مجموعة السياح الذين تقطعت بهم السبل تتألف في الأصل من 36 إسرائيليًا ، لكن 10كانوا ضمن المجموعة  لقوا حتفهم بسبب فيروس كورونا قبل أن يتمكنوا من العودة إلى إسرائيل. و السؤال المطروح هنا في حالة صحة الخبر، هو إذا ماكانت إصابتهم بمرض كورونا كان داخل المغرب أم جائوا به من الخارج، فإذا ما أخذنا توقيت دخولهم إلى المغرب الذي جاء قبل فرض الحجر الصحي مباشرة و إصابتهم بهذا العدد الكبير الذي أدى إلى وفاة 10 منهم من بين المجموعة التي كانت تضم 36 إسرائيليا فقط، يبدو أن هؤلائ اليهود هم أول من أدخل فيروس كورونا إلى المغرب خاصة إذا ما علمنا أن قدومهم إلى المغرب كان من إسرائيل أو فرنسا التي سبق إنتشار فيروس كورنا فيها المغرب، و هو الأمر الذي لم يَشِرْ إليه المغرب و لم يذكره لا من قريب و لا من بعيد. 

العلاقات المغربية الإسرائيلية

قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل كان سنة 2000 بعد أحداث الإنتفاضة الثانية، و ما زالت العلاقة منقطعة حتى اليوم، و رغم عدم وجود علاقات رسمية بين الطرفين، فإنه كثيرا ما تُسجل زيارة وفود إسرائيلية في مجالات عدة للمغرب، و أيضا يوجد تبادل تجاري بين المغرب و إسرائيل، إضافة إلى التطبيع الرياضي.

ويؤمّن هذه العلاقات من الطرف المغربي المستشار أندريه أزولاي، الذي كان يشتغل أيضاً مع الملك الحسن التاني، وعن طريق رئيس الطائفة اليهودية في المغرب سيرجي برديجو.

على المستوى العربي عرف موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني تحولات متسارعة تمثل في تغير موقف الدول الخليجية تجاه إسرائيل من خلال فتح قنوات للتواصل معها إذ من المحتمل في الأفق المنظور أن تتطور تلك العلاقات في مجالات حيوية يعنى بها الطرف الخليجي في ظل الاختلالات التي تشهدها المنطقة.

 

 



إرسال تعليق

0 تعليقات